‫الرئيسية‬ روابط منوعات أقدمها عثمانية.. طبيب صومالي يداوي شغفه بالعملات
منوعات - 2023-02-21

أقدمها عثمانية.. طبيب صومالي يداوي شغفه بالعملات

لندن – (المدارية)

العثور على قطعة “شلن” صومالي تعود إلى عام 1950، أي قبل استقلال جنوب الصومال عن المستعمر الإيطالي، كان كفيلا لوقوع الطبيب الصومالي عبد الرحمن نورفي في شباك هواية جمع العملات النقدية القديمة.
والدته شرحت له الرسوم المنقوشة على جانبي “الشلن” وما تتضمنها من معانٍ، وهذا كان دافعا آخر لتتبع واقتناء العملات الصومالية القديمة حبا في الاطلاع على نقوشها ورسومها.
ومنذ أن كان شابا وبدافع الفضول، جمع عبد الرحمن (49 عاما) مئات القطع من عملات قديمة لدول كثيرة، لكن يبقى للعملة الصومالية القديمة اهتمام خاص، حيث تأثر بها من الوهلة الأولى بفضل رسوماتها التي تتمثل في حيوانات ونباتات يزخر بها الصومال.
ومع مقارنته بين منقوشات ورسومات العملات القديمة للدول أدرك أن كل عملة تمثل رمزا لثقافة وحضارات شعوب.

20 عاما في الهواية
12 ألف قطعة نقدية ورقية ومعدنية من 190 دولة إلى جانب حضارات وإمبراطوريات هي حصيلة نحو 20 عاما من عملية جمع العملات القديمة في مجموعة عبد الرحمن.
وقال عبد الرحمن للأناضول: “لم أتخلّ عن هوايتي يوما رغم عملي طبيبا، لكن بدلا من نزولي إلى الميدان للبحث عن العملات القديمة أقنعت بعض الشخصيات بجمع العملات القديمة مقابل مبلغ مالي”.
تحديات عديدة واجهها لمواصلة هوايته لدرجة أن بعض أقرانه وصفوه بالمجنون، لأنه يدفع أحيانا مبلغا ماليا مقابل قطعة نقدية قديمة وتالفة.
وحول أكبر مبلغ دفعه، أفاد عبد الرحمن بأنه دفع 700 دولار في يوم واحد لشخص جلب له نحو 4000 قطعة نقدية من 20 دولة، أما باقي القطع فتراوح تكاليفها بين 50 و300 دولار، مشيرا إلى أنه خصص لهوايته 30 بالمئة من راتبه.
ومن بين الدول التي جمع عملاتها: الصومال وتركيا وفلسطين وإسرائيل وإيران وبريطانيا ويوغسلافيا والسعودية والإمارات وفرنسا وقطر والولايات المتحدة وألمانيا والفلبين والصين والكوريتان الجنوبية والشمالية وروسيا وسلطنة عمان والكويت وإثيوبيا وكينيا وتنزانيا وأوغندا والسودان واليمن والعراق.
وإلى جانب العملات النقدية، جمع عبد الرحمن ميداليات وأوسمة ورتبات عسكرية لشخصيات يعود بعضها إلى الحرب العالمية الأولى (1914-1918) وحرب الصومال وإثيوبيا (1977-1978) وحرب فيتنام (1955-1975).

الطبيب الصومالي عبد الرحمن نورفي (وكالة الأناضول )

جرعة ثقافية وتاريخية
في منزله بحي ودجر شرقي العاصمة مقديشو، يقضي عبد الرحمن بعض وقته بين العملات لقديمة لتحديد التواريخ والحضارات التي تعود إليها.
وقال للأناضول إن بعض العملات القديمة مكتوب عليها تاريخ إصدارها وخاصة العملات التي تعود إلى آخر 300 سنة، أما العملات التي تعود إلى ما قبل هذا التاريخ فتضطر إلى البحث عن تاريخها والحضارات التي تعود إليها.
ووفق عبد الرحمن فإن بعض الأشكال والحروف والرسومات المنقوشة على العملات القديمة تدفعك إلى قراءة التاريخ والحضارات التي تجسدها هذه العملات، ما يعطيك جرعة ثقافية وتاريخية لبلدان وحضارات قديمة.
وأوضح أنه يستعين أحيانا بمحرك البحث جوجل لمعرفة بعض المعلومات عن عملات قديمة لا سيما تحديد تاريخها والدولة التي كانت تستخدمها.
ومع تمكنه من هوايته بات عبد الرحمن، كما قال، يمتلك تسلسل العملات التي كان تستخدمها بعض الدول من 1800 إلى الآن ومن بين تلك الدول بريطانيا والولايات المتحدة والصومال.

عملة الدولة العثمانية
عملة الدولة العثمانية لها حضور في مكتبة الطبيب الصومالي فهي أقدم العملات التي تحتويها.
وقال إن نظام الدولة العثمانية (1299-1923) وصل إلى الصومال، حيث كان يدعم الإمبراطوريات الصومالية ضد الاستعمار والحبشة، مثل إمبراطوريتي أجوران وغلدي اللتين حاربتا إمبراطورية الحبشة عامي 1542 و1543.
وبما يجعلها أقدم عملة في مجموعته، أوضح عبد الرحمن أن “البارة” هي من أقدم العملات العثمانية حيث تعود القطعة التي يمتلكها إلى تاريخ 1250 هجرية.
كما تحتوي مكتبته على عملات قديمة أخرى تعود إلى الدولة العثمانية بجانب عملات تخص تركيا الحديثة، والقطع الأكبر بحوزته حاليا هي من العملات التركية.
وأكد أنه يهتم كثيرا بالعملات العثمانية والتركية نظرا للعلاقات الوثيقة مع الصومال والتي امتدت إلى قرون، مشددا أن تركيا لا تزال إلى الآن تقف بجانب الصوماليين للخروج من أزماتهم.
كذلك تتوفر في مكتبته عملات لإمبراطوريات حكمت الصومال وكانت لها علاقات مع الدولة العثمانية، خصوصا إمبراطوريتي أجوران وغلدي.
وأوضح أن عملة إمبراطورية أجوران “مصنوعة من قطعة حديدية صغيرة بشكل دائري مكتوب عليها لفظ الجلالة “الله” و”محمد” و”صلى الله عليه وسلم”.
أما عملة إمبراطورية غلدي وعلى الرغم من أنها أيضا قطعة حديدية فإن عليها خطوطا مستقيمة متداخلة تشكل رمزا معينا قال عبد الرحمن إنه لم يتمكن من معرفته.

الحلم.. متحف صغير
ويتطلع عبد الرحمن إلى تحويل مكتبته إلى متحف صغير يوفر معلومات عن تنوع العملات النقدية القديمة في دول العالم وتاريخها.
وقال للأناضول إن “حلمي منذ أن وقعت في شباك هواية جمع العملات القديمة سيتحول إلى واقع ملموس قريبا”.
وأوضح: “بدأ الكثير من الصوماليين، وخاصة العائدين من المهجر، الاهتمام بما جمعته من عملات، ما دفعني إلى التفكير في فتح متحف صغير لعرض النقود القديمة والميداليات والأوسمة”.
لكن يبدو أن عبد الرحمن في سباق مع الزمن، وربما يحتاج إلى مساعدة عاجلة من مختصين، حيث يواجه تحديات جمة لحفظ هذا الكم الهائل من العملات النقدية من التلف؛ لعدم توفر المواد الكيميائية الخاصة بتنظيفها وحفظها.
مقديشو – (الأناضول)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

البرهان: نطالب بتصنيف ميليشيا الدعم السريع “مجموعة إرهابية”

رئيس مجلس السيادة: مساعدة السودان تقتضي إعادة النظر في تجميد عضويته بالاتحاد الإفريقي بكين…